آلاف السكان يشنّون مسيرة للمطالبة بتوفير الأمن والقصاص من الجناة
عرفت قضية اختطاف الطفلين حشيش ابراهيم البالغ من العمر 9 سنوات، وهارون بودايرة البالغ 10 سنوات من العمر، بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة، بعد 72 ساعة من ''السوسبانس'' والهلع الشديدين، نهاية مأساوية بأتمّ معنى الكلمة عندما تم في حدود الساعة الثانية والنصف من زوال أمس، العثور على البريئين داخل كيس بلاستيكي أسود اللون وحقيبة رياضية متوسطة الحجم خضراء اللون، في صورة تقشعرّ لها الأبدان، ألقى بهما مجهولان، حسب شهادات السكان بالوحدة الجوارية رقم 17، التي تضمّ مساكن جاهزة وشاغرة، وفرّا نحو وجهة غير معروفة.وبمجرد انتشار الخبر بعمارات الوحدة الجوارية رقم 17، حيث يقيم الضحيتان، تحوّلت الأجواء إلى مأتم حقيقي تعالى فيه صراخ النسوة والنحيب، أين فُتحت كل النوافذ والشرفات إلى أن بلغ الأمر بخروج البعض منهن في حالة حزن رهيب إلى ساحات العمارات، كما هرع كل السكان نحو مكان تواجد الجثتين الذين تجمعوا بالمئات حول الجثتين قبل وصول مصالح الأمن والحماية المدنية.
رعية صيني شاهد الخاطفين وأخطر زملاءه الجزائريين
وبناء على تصريحات شهود عيان، فإن اكتشاف الجثتين كان وراءه رعية صيني يعمل في ورشة بناء شاهد بعينه شابين وهما يقومان بإلقاء الكيس والحقيبة، ليهم بإخطار البنائين الجزائريين الذين تعالت أصواتهم، ما دفع المجرمين إلى التخلي عما كانا يحملانه والفرار بين العمارات الشاغرة من السكان، عندها تم تبليغ رجال الأمن والسكان الذين التفوا حول موقع رمي الجثتين.
غاضبون يحطّمون سيارة إسعاف وإصابة عون حماية مدنية
وفي لمح البصر وبمجرد وصول مصالح الحماية المدنية، تحوّل المكان إلى مسرح للاحتجاج، تعرضت خلاله سيارة تابعة للحماية المدنية للتخريب، كما أصيب عون من الحماية المدنية بجروح على مستوى الرأس متأثرا بضربة حجر، ما صعب تقدم فرقة الشرطة العلمية إلى غاية وصول تعزيزات أمنية إضافية، أين قام رجال الشرطة بتهدئة جيران الضحيتين.
مسيرة حاشدة ورشق المستشفى ومقر الشرطة بالحجارة
ووسط حالة هستيرية وحزن شديدين، انفلتت الأوضاع الأمنية بعلي منجلي، أين انطلق المئات من السكان في مسيرة حاشدة جابت عددا من الشوارع، مطالبين بالقصاص وتوفير الأمن، وقد تحول العشرات منهم إلى مستشفى الدكتور بن شريف، حيث تم تحويل القتيلين بمصلحة حفظ الجثث، كما نقلهما إلى مصلحة التشريح الطبي بالمستشفى الجامعي ابن باديس، أين تم رشق المستشفى بالحجارة ومقر الأمن الحضري الأول المحاذي لمبنى المستشفى، أغلقت إثرها مختلف المقرات الإدارية، كما تم إخلاء كل المؤسسات التربوية، وبعد تطوّر الاحتجاجات، اضطرت قوات الأمن إلى استعمال الغازات المسيلة للدموع.
الأمن يلقي القبض على وحش علي منجلي وشريكيه
من جهتها، أثمرت تحقيقات الفرق الجنائية لمختلف مصالح الأمن، وبناء على المواصفات التي قدمها الرعية الصيني وشهادة شقيق الضحية هارون، بتوقيف المشتبه الرئيسي في الجريمة الشنعاء، وهو شاب مقيم بالمدينة الجديدة، وعند إخضاعه للتحقيق الابتدائي، اعترف بفعلته وكشف عن هوية شريكيه اللذين تم ضبطهما وتقديمهما أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الخروب الابتدائية، حيث تواصلت التحقيقات القضائية إلى ساعات متأخرة مساء أمس.من جهة أخرى، أكد مصدر من الحماية المدنية بالمدينة الجديدة، أن أعوان المصلحة المذكورة وخلال انتشالهم للجثتين، تأكدوا أثناء المعاينة الأولية أن البريئين إبراهيم وهارون كانا يرتديان ملابسهما ومكبلا الأيدي بواسطة سلك معدني خاص بتوصيلات الكهرباء، ما يؤكد أن الخاطفين احتجزوا الضحيتين بإحدى ورشات البناء المنتشرة في كل أرجاء حي علي منجلي، مع وجود آثار دم في وجه أحد الطفلين، ما يدل على أنه قاومهما وكان يريد التخلص من قبضتهما، مع وجود كدمات على مستوى الرقبة تؤكد موتهما شنقا.
منقول عن جريدة النهار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق